الخليل – الثلاثاء، 14 أيار 2025 | في مشهدٍ تربويٍّ إنسانيّ جمع بين الوعي والانتماء، أسدلت مبادرة "نحو التعلم العاطفي الاجتماعي" الستار على سلسلة لقاءاتها في مدرسة موسى بن نصير الأساسية للبنين، الواقعة ضمن نطاق مديرية شمال الخليل، وسط أجواء من التفاعل والفرح والاهتمام الملحوظ من الطاقم التربوي والطلابي.
نُفذت المبادرة بإشراف المعلم محمود حمدان، وبدعم مباشر من مدير المدرسة الأستاذ أحمد ضامن، وبمشاركة فعالة من الأستاذين عماد الفحيلي ومحمد الخضور. كما حضر اللقاء الختامي ممثلان عن جمعية إبداع المعلم – الجهة المنفذة للمبادرة – يارا عواد ومحمد البس، مؤكدين على التزام الجمعية بترسيخ مفاهيم الدعم النفسي والتعلُّم العاطفي في المدارس الفلسطينية.
تندرج هذه الفعالية ضمن مشروع "الوصول الآمن للتعليم الشامل والكرامة والحماية للأطفال في الأزمات"، الممول من الاتحاد الأوروبي، والمنفذ بالشراكة مع مؤسسة الرؤية العالمية، ويهدف إلى خلق بيئة تعليمية دامجة وآمنة ترتكز على رفاه الطلبة النفسي والاجتماعي.
وتخلل اللقاء الختامي مجموعة متميزة من الأنشطة التفاعلية والإبداعية التي قادتها طالبات جامعة الخليل – إسراء أبو نجمة وعروب جرادات – ركزت على التفريغ الانفعالي، والتواصل العاطفي، وتعزيز مهارات التكيف الإيجابي لدى الطلبة. فمارس المشاركون تمارين الاسترخاء والتنفس العميق، واستخدموا أدوات رمزية مثل البالونات وصندوق التأمل للتخلص من المشاعر السلبية، في حين أتاحت الألعاب الجماعية مثل "القائد السري" و"تحدي الطابات" و"صندوق المشاعر" مساحات آمنة للضحك والتعبير والتعاون.
واختُتم اللقاء بتوزيع استبانة لقياس الأثر النفسي والتربوي للأنشطة، تلاها تكريم الطلبة بشهادات تقدير وهدايا رمزية، في خطوة تعزز الثقة بالنفس وتحفّزهم على مواصلة التعلم بعاطفة وإصرار.
لقد مثّلت هذه المبادرة أكثر من مجرد سلسلة لقاءات مدرسية؛ بل كانت مدخلًا حقيقيًا لإعادة الاعتبار للعاطفة كركن أساس في العملية التربوية، وكجسر يربط بين الصحة النفسية والتحصيل العلمي.