غزة – الثلاثاء، 27 مايو 2025
شارك مركز إبداع المعلم في فعاليات الملتقى التربوي الرقمي الأول الذي نظمته مؤسسة تمكين للتدريب والتطوير تحت عنوان: "واقع التعليم العام في غزة خلال الحرب: تقييم تربوي، مجتمعي، ونفسي – توصيات وحلول"، والذي جمع نخبة من صناع القرار، الأكاديميين، التربويين، وممثلي المؤسسات التعليمية، بهدف مناقشة آثار الحرب على التعليم في قطاع غزة وطرح حلول عملية قابلة للتطبيق.
وتميّزت مشاركة مركز إبداع المعلم من خلال مداخلة قدمها الأستاذ سلاح سمارة، منسق مشاريع التعليم العاطفي الاجتماعي في المركز، بعنوان: "منهجية التعليم العاطفي الاجتماعي في دعم التعليم والصحة النفسية للأطفال وقت الطوارئ". وقد جاءت المداخلة في الجلسة العلمية الثانية للملتقى، مسلطة الضوء على واحدة من أكثر القضايا التربوية والنفسية إلحاحًا في السياق الفلسطيني الراهن، خاصة في ظل ما يتعرض له الأطفال من أزمات متكررة بفعل العدوان والحصار.
وأكد سمارة في مداخلته أن التعليم العاطفي الاجتماعي لم يعد خيارًا تكميليًا، بل ضرورة تربوية ملحة في بيئات الصراع والطوارئ، حيث يساعد الأطفال على فهم مشاعرهم والتعبير عنها، وبناء مهارات التكيف والمرونة النفسية، بما يسهم في خلق بيئة تعليمية آمنة ومستقرة رغم الظروف القاسية. كما عرض مجموعة من الاستراتيجيات العملية التي يمكن للمعلمين تبنيها داخل الصفوف، بما يعزز من تماسك الطلبة النفسي والاجتماعي ويقلل من الآثار السلبية الناتجة عن الصدمات.
وأشار إلى أن اعتماد هذه المنهجية من شأنه ليس فقط دعم الطلبة نفسيًا، بل أيضًا تحسين مخرجات العملية التعليمية ككل، إذ أن الاستقرار النفسي يمثل ركيزة أساسية للتعلم الفعّال. كما دعا إلى ضرورة إدماج التعليم العاطفي الاجتماعي ضمن السياسات التعليمية الوطنية، وتوفير التدريب والدعم المستمر للمعلمين لتطبيقه بفاعلية.
وقد لاقت المداخلة تفاعلًا واسعًا من المشاركين، الذين أكدوا على أهمية تكامل الأدوار بين المؤسسات التربوية والمجتمعية لدعم الأطفال في مواجهة آثار الحرب والعدوان. ويأتي هذا الملتقى في توقيت حساس، حيث يواجه قطاع التعليم في غزة تحديات غير مسبوقة نتيجة العدوان الإسرائيلي المتواصل، ما يستدعي استجابات مبتكرة ومتكاملة تأخذ بعين الاعتبار الأبعاد النفسية والاجتماعية إلى جانب الجوانب الأكاديمية.
واختتم مركز إبداع المعلم مشاركته بتجديد التزامه بتعزيز التعليم الداعم للتعافي النفسي والاجتماعي، ودعوته إلى تعزيز التعاون بين جميع الأطراف الفاعلة للنهوض بالواقع التعليمي في غزة في ظل الظروف الطارئة والاستثنائية التي يعيشها الطلبة والمعلمون.