من داخل ملتقيات إبداع المعلم تواصلت رسائل الحياة بين المتطوعين والأطفال والأهالي والضيوف، افتتح الأطفال احتفالًا متميزًا عبّروا فيه عن حياتهم وواقعهم وآمالهم ونظرة الأمل بمستقبلهم، رغم القصف والحرب، وعلى أصوات الطائرات عزف الأطفال تراثهم الفلسطيني وأرسلوا رسالة المحبة والسلام للعالم. وتنوعت فقراتهم الاستعراضية والفنية والمخرجات التربوية والنفسية التي أنجزوها خلال فترة المشروع ولمدة ثلاثة أشهر، حيث استفاد 250 طفلًا من الأطفال وأكثر من 200 سيدة من جلسات الدعم النفسي والترفيه والرعاية الذاتية، في هدف واضح لتحسين قدرة الأطفال والأهالي على تعزيز المرونة النفسية وتعزيز رسائل الصمود في وجه الظروف الصعبة.
وقد افتتح اللقاء بكلمة مديرة مكتب غزة الأستاذة وفاء أبو الغصين التي شكرت فيها فريق المتطوعين وأثنت على عطائهم اللامحدود في تقديم خدمة متميزة وسط أصعب الظروف، وأكدت على استمرارية العمل مع أطفالنا لتخفيف معاناتهم، حيث رسم الأطفال هذه الكلمات من خلال معرضهم الفني الذي تنوّع بالصور الجميلة والأنشطة الرائعة التي أبدعوا في تحضيرها مع المعلمين والمنشطين والأخصائيين النفسيين.
وبدوره، أشاد الأستاذ أسامة زامل، مدير برامج مركز إبداع المعلم، بكلمة عبّر فيها عن إعجابه بالجهود التي تُبذل في قطاع غزة، والتي تُقدّم مع الأطفال وسط حرب الإبادة المتواصلة، مؤكدًا أن المشروع حقق إنجازات رائعة وكبيرة وترك أثرًا واضحًا على نفوس الأطفال، وخصوصًا العمل ضمن منهجية التعلم العاطفي الاجتماعي. كما أكد أن غزة هي رسالة القوة والسلام والعطاء والنجاح لكل العالم وسط أصعب الظروف القاسية، مؤكدًا بأن مركز إبداع المعلم سيواصل تقديم الخدمات للأطفال أثناء الحرب وبعدها، وهي ضمن مسؤوليتنا المهنية والإنسانية التي لم ننقطع عنها خلال الفترة الحالية، مقدّرًا جهود فريق العمل ممثلًا بمدير برنامج الدعم النفسي الاجتماعي الدكتور محمود البراغيتي، ومشرفة الملتقى الدكتورة هدى كلاب، وجميع فريق مركز إبداع المعلم في غزة، والمبادر في إنشاء ملتقيات التهيئة النفسية التعليمية في قطاع غزة الزميل سلاح سمارة، منسق التعلم العاطفي الاجتماعي.
وقد شارك المعلمون والأخصائيون في الملتقى بالمعرض الفني الذي استقبل الأهالي والمشرفين والحضور، وأبدوا إعجابهم بمخرجات المعلمين والأطفال التي تنوّعت بمخرجات منهجية التعلم العاطفي الاجتماعي وأنشطة الدعم النفسي مع الأطفال طيلة فترة المشروع. كذلك عبّر الأطفال عن سعادتهم بهذه المشاركة الفاعلة والرائعة، وأكدوا بأن ملتقى البراق التعليمي من أكثر الأماكن راحة وتفاعلًا ونشاطًا، وأن الجميع هنا يساعدوننا على أن نكون بخير وسلام، رغم القصف والحرب المستمرة.
ويواصل مركز إبداع المعلم في ملتقى البراق استقبال الأطفال وتنفيذ أنشطته التعليمية والنفسية التطوعية، وفقًا لنظام العمل التطوعي من الفريق الذي يعمل دون انقطاع عن تقديم الخدمة التعليمية والنفسية طيلة فترة الحرب على قطاع غزة.