يواصل ملتقى المغازي التعليمي، التابع لجمعية مركز إبداع المعلم، فتح أبواب المساحات التعليميّة كل صباح لاستقبال مئات الطلبة من الصف الأول وحتى السادس الأساسي، ممن هجّرتهم الحرب أو فقدوا مدارسهم. ورغم استمرار القصف والدمار، يزداد عدد الطلبة الوافدين يومًا بعد يوم، حاملين حقائب صغيرة وأرواحًا تتوق إلى الأمان والمعرفة.
"نحن لا نعلّم فقط، نحن نُرمّم أرواحًا صغيرة أنهكها الخوف"، فالدعم النفسي داخل الملتقى أصبح جزءًا لا يتجزأ من العملية التعليمية، في ظل ما يمر به الأطفال من صدمات متواصلة.
لقد تحوّل الملتقى إلى مساحة آمنة تجمع بين التعليم والدعم النفسي، حيث يتلقى الأطفال دروسهم في اللغة العربية، واللغة الإنجليزية، والرياضيات، إلى جانب أنشطة ترفيهية واجتماعية تُعيد لهم شيئًا من الطفولة التي سرقتها الحرب. وتحت سقف واحد، يجتمع الطلبة على حلم بسيط: أن يكون الغد أفضل.
ويهدف هذا الملتقى إلى ضمان استمرارية التعليم الأساسي في بيئة داعمة ومرنة، تراعي الجوانب النفسية والاجتماعية إلى جانب الأكاديمية، وتُعزّز من صمود الأطفال وقدرتهم على التكيّف في ظل الأزمات الممتدة.
تواصل جمعية مركز إبداع المعلم، من خلال هذا الملتقى، رسالتها التربوية والإنسانية، متحدّيةً الظروف، ومؤمنةً بأن التعليم في زمن الحرب ليس ترفًا، بل ضرورة وطنية ومجتمعية، وأداة مقاومة تبني مستقبلًا أكثر قوة وعدالة.