غزة – في خطوة استثنائية لدعم الأطفال المتضررين من النزوح في قطاع غزة، تنفذ مؤسسة أجيال البريطانية بالشراكة مع جمعية مركز إبداع المعلم مشروع "دعم تعليم الأطفال النازحين من خلال مبادرات يقودها المجتمع التعليمي"، بهدف ضمان استمرارية التعليم وتعزيز صمود الأطفال في مواجهة الأزمات.
يهدف هذا المشروع الريادي إلى توفير بيئة تعليمية مرنة، شاملة، وآمنة للأطفال النازحين، بما يعزز حقهم في التعليم كحق أساسي لا يقبل التنازل. ويرتكز المشروع على مفهوم التعليم المجتمعي التشاركي، حيث يتولى معلمون متطوعون مؤهلون قيادة وتنفيذ المبادرات التعليمية داخل مجتمعاتهم المحلية، لتلبية احتياجات الطلبة في مواقع النزوح أو بالقرب منها.
يركز المشروع على سد الفجوات التعليمية الناتجة عن الأزمات المتلاحقة، من خلال إعادة بناء المهارات الأكاديمية الأساسية في اللغة العربية، والرياضيات، واللغة الإنجليزية، إلى جانب تطوير المهارات الحياتية والاجتماعية. كما يهدف إلى ترسيخ شعور الأطفال بالانتماء، وبناء جسور الثقة والأمل في نفوسهم، في ظل بيئة تربوية حامية وداعمة.
ويولي المشروع اهتمامًا خاصًا بالمناطق المهمّشة والمكتظة بالنازحين، مع إعطاء الأولوية للمناطق التي لم تحظَ بفرص دعم كافية خلال الأزمات، (شمال غزة، المنطقة الوسطى، وخان يونس) وقد تم دعم 17 مبادرة تعليمية مجتمعية فردية، بمشاركة 193 معلمًا ومعلمة ومتطوعًا، ليصل عدد المستفيدين من الأطفال إلى 4,724 طفلًا وطفلة، في خطوة تُعدّ استثنائية على صعيد توسيع نطاق الوصول التعليمي.
أكدت الجمعية أن المشروع لا يقتصر على كونه تدخلاً إنسانيًّا طارئًا، بل يُعدّ نموذجًا متقدمًا لتعزيز مفهوم التمكين المجتمعي ورفع جاهزية المجتمعات المحلية في مواجهة الأزمات، من خلال إشراك أفرادها في تصميم وتنفيذ المبادرات التعليمية. وأضافت أن إشراك المجتمع في قيادة هذه المبادرات يعكس توجهًا استراتيجيًّا نحو تحقيق الاستدامة التعليمية وضمان وصول التعليم إلى الفئات الأكثر تهميشًا، مع الحفاظ على استمراريته حتى في أصعب الظروف.