رغم الإبادة الجماعية وتحديات الظروف القاهرة في غزة، واستمرار المجاعة التي يعيشها الأطفال منذ أكثر من 6 أشهر وسط حصار خانق ونقص في الاحتياجات الأساسية، يواصل فريق مركز إبداع المعلّم في ملتقى الرؤى التعليمي تنفيذ أنشطة الرسومات الفنية لعلاج الصدمات النفسية.
تركّز مديرة الملتقى، أ. رؤى شاهين (الأخصائية النفسية)، على توظيف الفن التشكيلي والرسومات في دعم المرونة النفسية وتخفيف الألم النفسي للأطفال الذين يواجهون ظروفًا نفسية خانقة، حيث يعاني العديد منهم من كوابيس ليلية ومشاهد مؤلمة فقدوا فيها أحبابهم وأقاربهم، وتعرضوا لمواقف صادمة شكلت تحديًا نفسيًا كبيرًا أعاق قدرتهم على التواصل والتفاعل مع الحياة اليومية.
تم التركيز على تقديم التدخلات بمشاركة أولياء الأمور، الذين يروون قصصًا نفسية مؤلمة يمرون بها مع أطفالهم، مما يدفع الفريق لمواصلة تقديم ما يلزم ضمن برنامج الإسعافات النفسية الأولية. ويعتمد مركز إبداع المعلّم في غزة والضفة على تفعيل منهجية التعلم العاطفي الاجتماعي التي تساهم في تخفيف حدة الصدمات ودمج الأطفال في التعليم، والتقليل من المشكلات التي يعانون منها.
وأشار الدكتور محمود البراغيثي، مدير برنامج الدعم النفسي الاجتماعي ومشرف الملتقيات، إلى أن الأعراض التي تظهر على الأطفال تم تشخيصها وتقييمها من خلال فريق العمل المتخصص، ويتم بناء تدخلات تتناسب مع الحالات ضمن برنامج الإسعافات النفسية العاجلة، مع دمج الأسرة كمحور مهم وداعم في العملية العلاجية والإرشادية، والتي تتنوع ما بين جلسات فردية وجماعية ولقاءات تثقيف ودعم نفسي، بالإضافة إلى الاستشارات الداعمة، وذلك ضمن خطة متناسقة مع الظروف الراهنة في إطار برنامج حماية الطفولة ودعم نهج التعليم والدعم النفسي وقت الطوارئ.
ويقدم "إبداع المعلّم" في غزة خدمات نفسية وتعليمية في ملتقيات منتشرة على مستوى قطاع غزة ضمن 18 ملتقى تعليمي، ويواصل فريق المتطوعين من المعلمين والأخصائيين دعم الأطفال وتحسين قدرتهم على الوصول للتعليم والدعم النفسي، بهدف التخفيف من حدة الصدمات وتحسين المرونة النفسية.